مرت بضعة أشهر قاسية بالنسبة للمهتمين بالصحافة المحلية، والتي يجب أن تكون موضع اهتمام كل مواطن أميركي. فقد باع «وارين بافيت» صحفه البالغ عددها 31 صحيفة في يناير، ما يعد تصويتاً قوياً على انعدام الثقة في مستقبلها المالي. وفي ديسمبر، سيطر أحد صناديق التحوط على سلسلة «شيكاغو تريبيون» التي تضم «نيويورك ديلي نيوز» و«بالتيمور صن». وواصلت «جانيت» و«جيت هاوس»، وهما من أكبر سلاسل الصحف، عملية الاندماج، وهو تحول يعني مزيداً من التخفيض في عدد الموظفين داخل غرف الأخبار المتقلصة بالفعل.
وحمل يوم الخميس الماضي مزيداً من الأخبار السيئة للصحافة المحلية، حيث تقدمت سلسلة صحف «مكلاتشي»، وهي المالكة لصحيفة «ميامي هيرالد» والعديد من الصحف الأخرى، بطلب حماية من الإفلاس.
وقال «جويل كابلان»، أستاذ الصحافة بجامعة سيراكيوز: «كانت هناك أيام عديدة حزينة بالنسبة للصحف على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن الخميس الماضي ربما كان الأسوأ على الإطلاق».
وليس من قبيل المبالغة القول بأن عدداً كبيراً من الصحف الأميركية تمر بحالة من التدهور، حيث يتم إغلاق صحيفة واحدة من بين كل خمس صحف منذ عام 2004، وحيث انخفضت العمالة في الصحف بنحو النصف تقريباً.
ومع ذلك، تتمتع الصحف المحلية بثقة كبيرة نسبياً، والفراغ الذي تخلّفه بعد تلاشيها يسمح بنشر معلومات كاذبة.
وعلى هذه الخلفية، فإن الدراسة التي أجرتها جامعة «ديوك» مقلقة للغاية ومثيرة للغرابة. ولخص العنوان الرئيسي للموقع الصحفي «نيمان لاب»، في سبتمبر الماضي، الموقف قائلاً: «إن الصحف المحلية تعاني، لكنها لا تزال (إلى حد كبير) أهم منتجي الصحافة في مجتمعاتها». وفي 100 مجتمع بأنحاء البلاد، وجدت الأبحاث أن «الصحف المحلية أنتجت المزيد من التقارير في المجتمعات التي درسناها أكثر من التليفزيون والراديو ومنافذ الأخبار عبر الإنترنت مجتمعة». وقال لي «فيليب نابولي»، أحد الباحثين الذين أعدوا الدراسة، إن النتائج فاجأته. وأضاف أستاذ السياسة العامة بجامعة ديوك: «عندما تبحث عن تقارير محلية فعلية أصيلة تلبي الحاجة إلى معرفة معلومات حرجة، لا تزال الصحف، إلى حد بعيد، هي المصدر الأساسي». وهو يرى أنه يتعين على صانعي السياسات ومحبي الخير وغيرهم من الممولين إعادة تقييم أولوياتهم، والتي تميل إلى التركيز على المنظمات الإخبارية الرقمية فقط في المجتمعات. وفي حين أنها واعدة من نواحٍ عديدة وتنمو بسرعة، فإن هذه المنظمات الإخبارية كانت في عام 2016 لا تقدم سوى 10% فقط من التقارير المحلية الأصلية. وأشار نابولي إلى أهمية دعم الكيانات الصحفية القديمة، باعتباره الطريقة الأكثر فاعلية للحفاظ على الأخبار المحلية.
وأوضحت «كريستين روبرتس»، نائب رئيس قسم الأخبار بشركة ماكلاتشي، أهمية العمل الذي تقوم به غرف الأخبار في شركتها، وذكرت أنها تعتزم الاستمرار، بينما تعد ماكلاتشي بتنظيم أعمالها في ظل الحماية من الإفلاس. وأشارت في هذا الصدد إلى التغطية المستمرة التي تقوم بها «ميامي هيرالد» لعدة قضايا محلية مثيرة للرأي العام الأميركي.
وهناك من يعتقد أن جميع شركات الصحف ستتكبد خسائر حتمية لا محالة. ويقول «تشارلي مانجر»، الساعد الأيمن لوارين بافيت، إن «الإيرادات تختفي وتظل النفقات. لا شيء يمكن القيام به».
ويعتقد «نابولي» أن المواطنين الأميركيين وكبار المفكرين يمكنهم العمل سريعاً وبشكل جدي، لإحداث تغييرات سياسية كبيرة توفر تمويلا عاماً مباشراً وغير مباشر للصحف المحلية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
وحمل يوم الخميس الماضي مزيداً من الأخبار السيئة للصحافة المحلية، حيث تقدمت سلسلة صحف «مكلاتشي»، وهي المالكة لصحيفة «ميامي هيرالد» والعديد من الصحف الأخرى، بطلب حماية من الإفلاس.
وقال «جويل كابلان»، أستاذ الصحافة بجامعة سيراكيوز: «كانت هناك أيام عديدة حزينة بالنسبة للصحف على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن الخميس الماضي ربما كان الأسوأ على الإطلاق».
وليس من قبيل المبالغة القول بأن عدداً كبيراً من الصحف الأميركية تمر بحالة من التدهور، حيث يتم إغلاق صحيفة واحدة من بين كل خمس صحف منذ عام 2004، وحيث انخفضت العمالة في الصحف بنحو النصف تقريباً.
ومع ذلك، تتمتع الصحف المحلية بثقة كبيرة نسبياً، والفراغ الذي تخلّفه بعد تلاشيها يسمح بنشر معلومات كاذبة.
وعلى هذه الخلفية، فإن الدراسة التي أجرتها جامعة «ديوك» مقلقة للغاية ومثيرة للغرابة. ولخص العنوان الرئيسي للموقع الصحفي «نيمان لاب»، في سبتمبر الماضي، الموقف قائلاً: «إن الصحف المحلية تعاني، لكنها لا تزال (إلى حد كبير) أهم منتجي الصحافة في مجتمعاتها». وفي 100 مجتمع بأنحاء البلاد، وجدت الأبحاث أن «الصحف المحلية أنتجت المزيد من التقارير في المجتمعات التي درسناها أكثر من التليفزيون والراديو ومنافذ الأخبار عبر الإنترنت مجتمعة». وقال لي «فيليب نابولي»، أحد الباحثين الذين أعدوا الدراسة، إن النتائج فاجأته. وأضاف أستاذ السياسة العامة بجامعة ديوك: «عندما تبحث عن تقارير محلية فعلية أصيلة تلبي الحاجة إلى معرفة معلومات حرجة، لا تزال الصحف، إلى حد بعيد، هي المصدر الأساسي». وهو يرى أنه يتعين على صانعي السياسات ومحبي الخير وغيرهم من الممولين إعادة تقييم أولوياتهم، والتي تميل إلى التركيز على المنظمات الإخبارية الرقمية فقط في المجتمعات. وفي حين أنها واعدة من نواحٍ عديدة وتنمو بسرعة، فإن هذه المنظمات الإخبارية كانت في عام 2016 لا تقدم سوى 10% فقط من التقارير المحلية الأصلية. وأشار نابولي إلى أهمية دعم الكيانات الصحفية القديمة، باعتباره الطريقة الأكثر فاعلية للحفاظ على الأخبار المحلية.
وأوضحت «كريستين روبرتس»، نائب رئيس قسم الأخبار بشركة ماكلاتشي، أهمية العمل الذي تقوم به غرف الأخبار في شركتها، وذكرت أنها تعتزم الاستمرار، بينما تعد ماكلاتشي بتنظيم أعمالها في ظل الحماية من الإفلاس. وأشارت في هذا الصدد إلى التغطية المستمرة التي تقوم بها «ميامي هيرالد» لعدة قضايا محلية مثيرة للرأي العام الأميركي.
وهناك من يعتقد أن جميع شركات الصحف ستتكبد خسائر حتمية لا محالة. ويقول «تشارلي مانجر»، الساعد الأيمن لوارين بافيت، إن «الإيرادات تختفي وتظل النفقات. لا شيء يمكن القيام به».
ويعتقد «نابولي» أن المواطنين الأميركيين وكبار المفكرين يمكنهم العمل سريعاً وبشكل جدي، لإحداث تغييرات سياسية كبيرة توفر تمويلا عاماً مباشراً وغير مباشر للصحف المحلية.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»